فالصادق في توحيده للاسم يوحد الله - عز وجل - في عبادته وخوفه، ورجائه ومحبته مع دوام افتقاره وطاعته، والتواضع لله من خشيته، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهدايته خير هاد ودليل، وقد تقدم أن رجلا جَاءَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: أنت سيد قريش، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( السَّيِّدُ اللهُ، قَالَ: أَنْتَ أَفْضَلُهَا فِيهَا قَوْلاً، وَأَعْظَمُهَا فِيهَا طَوْلاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: لِيَقُلْ أَحَدُكُمْ بِقَوْلِهِ وَلاَ يَسْتَجِرُّهُ الشَّيْطَانُ ) (1) ، وما أحسن قول القائل:
رضيت بسيدي عوضا وأنسا من الأشياء لا أبغي سواه
فيا شوقا إلى ملك يراني على ما كنت فيه ولا أراه (2) .
وينبغي تأدبا مع الله وتوحيدا له في اسمه السيد ألا يسمي المسلم نفسه أو ولده بالاسم مستغرقا للإطلاق معرفا، فكثير من المسلمين وقعوا في ذلك وسموا أولادهم باسم الله السيد بدلا من عبد السيد، صحيح أن الأسماء في حقنا تحمل على التخصيص والإضافة وما يليق بالشخص من الوصف، لكن التسمية على إطلاق اللفظ الذي أطلقه الله لنفسه سوء أدب مع الله - عز وجل - .
(1) أحمد في المسند 4/24 (16349) ، مشكاة المصابيح (4900) .
(2) حلية الأولياء 10/62 .