العظيمة، وصدق رسوله فيما جاء به عن ربه من الشريعة الكريمة، والمناهج المستقيمة» [1] .
فاختار الأشقياء - وبعلمهم يشقون - البوار والزوال، على البقاء في مصر، تلك البلاد التي جاء وصفها في كتاب الله تعالى: {كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} [الدخان: 25 - 27] .
فمن سكن الديار بعد أهلها؟ وماذا كان مصير ذلك المقام الرفيع، والجنات والعيون؟
يخبرنا - تبارك وتعالى - عنها فيقول: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ} [الدخان: 28 - 29] .
هذا كان نوع من عقاب الله تعالى لأُمَم عتت عن أمر ربها، وقابلت الرسل - عليهم الصلاة والسلام - بالتكذيب والاستهزاء، والسخرية والتَّنقُّص، فأخذهم الله - عز وجل - أخذ عزيز مقتدر، قال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40] .
(1) المصدر نفسه (ص 442) .