فهرس الكتاب
الصفحة 977 من 1137

وفي المقابل يقوم أعداء الإسلام بنشر المخدِّرات وترويجها، «كالكوكائين» ومشتقاته، و «الهيروين» وغيرها كثير، صُدِّرت لديار الإسلام لكي تقضي على الشباب؛ وبالتالي يَتِمُّ للغرب السيطرة على العالم الإسلامي ومقدراته وخيراته.

يقول الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله: «ومع كُلِّ هذه الأدواء التي تفتك بأجسام الناس، كانت هناك أدواء تفتك بعقولهم، وتلوث كل الغذاء الثقافي الذي تتناوله الأجيال الناشئة.

فانتشرت الصور العارية في المجلات، من مجلة الهلال فنازلًا - أو فصاعدًا إن شئت، لا أدري - تعرض الأوضاع المثيرة المغرية باسم الفن، فتارة هي من معرض رسّام أو مثَّال، وتارة هي صورة لممثلة أو راقصة مما يسمى «نجوم» المسرح أو السينما في هذا البلد أو ذاك، .... وتارة هي صورة لمسابقة في جمال السيقان أو الصدور أو تناسق الأجسام، أو ما يسمونه «ملكات الجمال» ، وتارة هي إعلان عن قصة في إحدى دور الخيالة [1] ، أو لونٍ من ألوان البضائع، إلى آخر هذه الأعذار والذرائع التي لا تَنْفَدْ ولا تبلى.

وتجاوز هذا الداء المجلات إلى أشرطة الخَيَالَة، ثُمَ اقتحم المعاهد الحكومية فدخل مدرسة الفنون الجميلة، ولكنَّه لم يدخل هذه المرة في شكل صورة أو تمثال، وإنما دخل جسماً حيّاً، فتاةً في مقتبل الشباب تقف عارية كما ولدتها أُمَّها أمام شباب مراهق، جاء من أعماق الريف الخجول أو الصعيد المحافظ بعد أن أتمَّ دراسته الثانوية، فتميل يَمنة ويَسرة وإلى أمام وإلى خلف، وتنبطح على بطنها أو ترقد على جنبها، ليتيسر لهذه الضحايا البريئة من الشباب دراستُها في كُلِّ وضع، ثُمَّ تدفع الدولة لهذه التعسة الشقية

(1) هي السينما. انظر: «الاتجاهات الوطنية» (2/ 354) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام