ليصل إلى أهدافه في تغيير العقيدة والشريعة» [1] .
وبهذا تمكن أعداء الإسلام من زعزعة شرائع الإسلام عند أصحابها، فخف ميزانها، وخاصة فريضة الجهاد التي أشار النبي - عليه الصلاة والسلام - إليه في كثير من الأحاديث ودلَّ الأمة على فضله، وحضَّ عليه، حتى أصبح من ينادي للجهاد من أبناء المسلمين، ويسعى إلى تحقيقه، ودفع الذُلِّ عن المسلمين به، يوصفون بأنهم أصوليون وصوليون، أصحاب مطامع دنيوية، يتسترون بالدين، ويستخدمونه لأجل تحقيق أغراض دنيوية، قد أصابهم داء حب الرئاسة، والعلو في الأرض، فهم يجعلون الدين وبخاصة الجهاد وسيلة للوصول إلى سُدَّة الحكم، لأجل الاستبداد ونهب الخيرات: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: 5] .
يقول أحمد محرم:
ذهب العصر الذي شيبنا ... وأتى عصر الشباب الملحدين
عَيَّرونا أن عبدنا ربنا ... وحفظنا عهده في الحافظين
وأعدوها لنا رجعية ... جعلوها سُبَّة للمؤمنين
للمصلين إذا ما سجدوا ... من حديث السوء ما للصائمين
نسخ الأخلاق في شرعتهم ... أنها من تُرَّهات الجامدين
إن نقل دين يقولوا فتنة ... هاجها في مصر بعض المفسدين
فسد الأمر فهل من مصلح ... أصلحوه يا شباب المسلمين [2]
وبهذا الطريق الذي سلكه أعداء الإسلام من المستشرقين والمنافقين، تحقق لهم ما يصبون إليه من صدِّ الأمة عن دينها ومصدر
(1) «المستشرقون ... » (ص 81) .
(2) «الاتجاهات الوطنية ... » (2/ 330) محمد محمد حسين.