بمسامير فأطأ بها أجنحة الملائكة ففعل ومشى في النعلين فجفت رجلاه جميعًا ووقعت فيهما الأكلة» [1] .
ومنها ما نقله العلامة ابن كثير: أنَّ رجلًا يدعى أبا سلامة من ناحية بصرى، كان فيه مجون واستهتار، فذُكِرَ عنده السواك وما فيه من الفضيلة، فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج - يعني دبره - فأخذ سواكاً فوضعه في مخرجه ثم أخرجه، فمكث تسعة أشهر (وهو يشكو ألم البطن والمخرج) فوضع ولدًا على صفة الجرذان [2] ، له أربع قوائم، ورأسه كرأس السمكة، وله أربعة أنياب بارزة، وذنب طويل مثل شبر، وأربع أصابع، وله دبر كدبر الأرنب، ولمّا وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ومات في الثالث، وكان يقول: هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي، وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيًا، ومنهم من رآه بعد موته» [3] .
ومنها ما ذكره أبو عبد الله محمد بن إسماعيل التيمي، قال: قرأت في بعض الحكايات أنَّ بعض المبتدعة حين سمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها فإنَّه لا يدري أين باتت يده» [4] .
(1) «مفتاح دار السعادة» (1/ 66) . وانظر: «بستان العارفين» (ص 125 - 126) .
(2) نوع من أنواع الحيوانات.
(3) «البداية والنهاية» (13/ 263) . وانظر: «بستان العارفين» (ص 127) للإمام النووي.
(4) أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك من نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا، برقم (278) ، «نووي» (3/ 182) .