أَقَرَّ لقلبه من ذكره، وإحضار محاسنه، فإذا قوي هذا في قلبه، جرى لسانه بمدحه والثناء عليه، وذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه، ... » [1] .
ومن علامات محبته - صلى الله عليه وسلم - تمنِّي رُؤيته، والشوق إلى لقائه ولو كان ثمن ذلك بذل المال والأهل وفقدانهما، لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: «مِنْ أَشَدِّ أمتي لي حُبّاً ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله» [2] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد في يده ليأتينَّ على أحدكم يوم ولا يراني، ثم لأن يراني معهم أحَبَّ إليه من أهله وماله» [3] .
وكان أشد الناس حباً للنبي - صلى الله عليه وسلم - السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، ثُمَّ من دونهم، وقد جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله أنه لما قدم الأشعريون المدينة كانوا يرتجزون: «غدًا نلقى الأحبة، محمدًا وصحبه، فلمَّا أن قدموا تصافحوا فكانوا هم أول من أحدث المصافحة» [4] .
* ومن علامات محبته - صلى الله عليه وسلم:
(1) «جلاء الأفهام» (ص 362) .
(2) أخرجه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فيمن يود رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - بأهله وماله، برقم (2832) ، «نووي» (17/ 176) .
(3) أخرجه مسلم، كتاب الفضائل، باب فضل النظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتمنيه، برقم (2364) ، «نووي» (15/ 127) .
(4) (3/ 191، 274) ، وقال الشيخ الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم. انظر: «السلسلة الصحيحة» (2/ 50 - 51) ، برقم (527) .