فهرس الكتاب
الصفحة 67 من 1137

ومن علامة محبة العبد لربه - عز وجل - دوام ذكره كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} [الأنفال: 45] ، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41] ، وقال - جل وعلا: { ... وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35] .

وقال سبحانه: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: 200] .

وفي «صحيح مسلم» عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكة فَمَرَّ على جبل يقال له: جُمْدان: فقال: «سيروا هذا جُمْدان، سبق المفرِّدون» ، قالوا: وما المفرِّدون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات» [1] .

قال ابن القيم رحمه الله: «وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده أن يذكروه على جميع أحوالهم وإن كان ذكرهم، إيّاه مراتب، فأعلاها ذكر القلب واللسان مع شهود القلب للمذكور وجمعيته بكليته بأحبّ الأذكار إليه، ثمَّ دونه ذكر القلب واللسان أيضاً وإن لم يشاهد المذكور، ثمَّ ذكر القلب وحده، ثم ذكر اللسان وحده، فهذه مراتب الذكر وبعضها أحبُّ إلى الله من بعض.

وقال بعض السلف: إن الله يحبُّ أن يُذْكر على جميع الأحوال إلا حال الجماع وقضاء الحاجة، .. والله تعالى لا يضيع أجر ذكر اللسان

(1) كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، برقم (2676) ، «نووي» (17/ 7) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام