فهرس الكتاب
الصفحة 573 من 1137

المعاصر، دعاة التحديث، ونبذ كل قديم، فالله حسيبهم {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] .

ومن صور الاستهزاء بالعلم ومؤسساته: (ما أطلقه محمد عبده على الأزهر أمام بعض خواصه، ثلاثة ألفاظ: «الإصطبل، المارستان، المخروب «لفظ محلي مصري» ، وقد أجاب محمد عبده الشيخ محمد البحيري على جملة له: أنت قد تعلمت في الأزهر، بقوله: إن كان لي حظ من العلم الصحيح الذي تذكر فإنني لم أحصله إلا بعد أن مكثت عشر سنين أكنس من دماغي ما علق فيه من وسخة الأزهر، وهو إلى الآن لم يبلغ ما أريد له من النظافة» [1] .

هذه نظرة محمد عبده عن الأزهر وعلمائه، وما فيه من علوم شرعية، وخاصة ما يتعلق بالقرآن الكريم وتفسيره، قام محمد عبده، بفكرة ما يسمى بإصلاح الأزهر!! ففي عهد عباس الثاني الخديوي سنة (1892 م) اتصل به وكلَّمه في شأن الأزهر وتطويره (تغريبه) فصدر من عباس الثاني مرسومًا يقضي بإنشاء «مجلس الإدارة» ينتخب أعضاؤه من أكابر علمائه عدا محمد عبده، وعبد الكريم سلمان فقد عينتهما الحكومة، ولا أرى لشيخ الأزهر بهما، ولا للمجلس في انتخابهما، ولا في استبدال غيرهما بهما [2] .

هكذا يدبر دعاة التغريب [3] من العلمانيين والماركسيين، وساعدهم في ذلك المغفلون من المسلمين.

(1) «الفكر الإسلامي المعاصر» (ص 27) غازي التوبة.

(2) انظر: المصدر السابق (ص 27) غازي التوبة.

(3) يقصد به: «طبع العرب والمسلمين والشرقيين عامة بطابع الحضارة الغربية، والثقافة الغربية، ممَّا يساعد على إيجاد روابط من الرد والتفهم بين الحمار وراكبه ... وهو ما يسميه سماسرة ذلك الاستعباد وصنَّاعه (تطويرًا) و (بناء المجتمع من جديد) ... إلخ» . انظر: «حصوننا مهددة من داخلها» (ص 115) لمحمد محمد حسين، و «تجديد الفكر الإسلامي» (ص 57) ، و «جذور الانحراف - فصل التجديد والتبديد» (ص 79 - 89) كلاهما لجمال السلطان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام