فهرس الكتاب
الصفحة 450 من 1137

قال أبو جعفر في تفسير هذه الآية: «أخبر عنهم في هذه الآية أنهم يقولون - للمؤمنين المصدقين بالله وكتابه ورسوله - بألسنتهم: آمنا وصدقنا بمحمد، وبما جاء به من عند الله خِداعاً عن دمائهم وأموالهم وذراريهم، ودرءاً لهم عنها، وأنهم إذا خَلَوْا إلى مردتهم وأهل العُتُو والشر والخبث منهم ومن سائر أهل الشرك، الذين هم على مثل الذي هم عليه من الكفر بالله وبكتابه ورسوله - وهم شياطينهم، وقد دللنا فيما مضى من كتابنا على أن شياطين كل شيء مَرَدَتُه - قالوا لهم: {إِنَّا مَعَكْمْ} ، أي: إنا معكم على دينكم، وظُهراؤكم على من خالفكم فيه، وأولياؤكم دون أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم: {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} بالله وبكتابه ورسوله وأصحابه» [1] .

ثم روى بسنده عن مجاهد في قول الله - عز وجل: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} قال: «إذا خلا المنافقون إلى أصحابهم من الكفار» [2] .

والمراد بشياطينهم ثلاثة أقوال: أحدها: أنهم رؤوسهم في الكفر، قاله ابن مسعود، وابن عباس، والحسن والسدّي، والثاني: إخوانهم من المشركين، قاله أبو العالية ومجاهد، والثالث: كهنتهم، قاله الضحاك، والكلبي [3] .

قال ابن عطية في معنى قول المنافقين لرؤسائهم أو المشركين أو اليهود: {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} : «ومعناه نتخذ هؤلاء الذين نصانعهم بإظهار الإيمان هُزُواً ونستخفُّ بهم» [4] .

(1) «جامع البيان» (1/ 163) .

(2) المصدر السابق (1/ 164) .

(3) «زاد المسير» (1/ 35) . وانظر: «جامع البيان» (1/ 163 - 164) للطبري.

(4) «المحرر الوجيز» (1/ 96) . وانظر: «محاسن التأويل» (1/ 247) للقاسمي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام