فهرس الكتاب
الصفحة 428 من 1137

وقد بوَّب الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الأدب من صحيحه بهذه الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ ... } ، وساق فيه حديث عبد الله بن زمعة قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يضحك الرجل مما يخرج من الأنفس ... » الحديث [1] .

وجاء موضحاً في التفسير عند سورة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} من حديث عبد الله بن زمعة أيضاً: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة وقال: «لِمَ يضحك أحدكم مما يفعل» [2] .

قال الحافظ: فورد النهي استهزاء المرء الآخر تنقيصاً له من احتمال أن يكون في نفس الأمر خيراً منه، وقد أخرج مسلم عن أبي هريرة رفعه في أثناء حديث: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم [3] » [4] .

وقال النووي: «وفيه النهي عن الضحك من الضرطة يسمعها من غيره بل ينبغي أن يتغافل عنها ويستمر في حديثه، واشتغاله بما كان فيه من غير التفات ولا غيره ويظهر أنه لم يسمع، وفيه حسن الأدب والمعاشرة» [5] .

(1) برقم (6042) ، «فتح» (10/ 478) .

(2) برقم (4942) ، «فتح» (8/ 575) ، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء، برقم (2855) ، «نووي» (17/ 195) .

(3) في البر والصلة، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله، برقم (2564) ، «نووي» (16/ 356) .

(4) «فتح الباري» (10/ 479) .

(5) «شرح صحيح مسلم» (17/ 194) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام