فهرس الكتاب
الصفحة 423 من 1137

وحديث: «إن الله لمَّا خلق الحروف سجدت الباء ووقفت الألف [1] » [2] ، إلى غير ذلك من ترهات وأكاذيب، يسخرون فيها برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينسبون إليه ألفاظ تلك الأحاديث التي تُعَبِّرُ عن حقارة قائلها، وسخفه ومجونه، وحاشا المصطفى - عليه الصلاة والسلام - من ذلك.

قال ابن تيمية: «إنَّ تعمُّدَ الكذب عليه - صلى الله عليه وسلم - استهزاء به واستخفاف، لأنهم يزعمون أنه أمر بأشياء ليست ممَّا أمر به، بل وقد لا يجوز الأمر بها، وهذه نسبة له إلى السفه، أو أنه يخبر بأشياء باطلة، وهذه نسبة له إلى الكذب، وهو كفرٌ صريحٌ ... وبالجملة فمن تعمَّد الكذب الصريح على الله فهو المتعمد لتكذيب الله وأسوأ حالًا، وليس يخفى أن من كذب على من يجب تعظيمه فإنه مُسْتخِفٌ به مستهين بحقه ... » [3] .

«ومن قال - من هؤلاء الوضاعين أو أهل الأهواء الذين يردّون الحديث - ما هو سبٌّ وتنقص له فقد آذى الله ورسوله، وهو مأخوذ بما يؤذي به الناس من القول الذي هو في نفسه أذى وإن لم يقصد أذاهم، ألم تسمع إلى الذين قالوا: إنما كنا نخوض ونلعب، فقال الله تعالى:

(1) لم أقف عليه برغم من طول البحث عنه.

(2) «السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي» (ص 84 - 85) لمصطفى السباعي. وانظر: «الصارم المسلول» (ص 179) فقد أوضح رحمه الله: أن هدف الوضاعين هو إفساد الدين من داخل، كما أن الملحدين قصدوا إفساده من خارج.

(3) «الصارم المسلول» (ص 180 - 181) . وانظر: المصدر نفسه (ص 182، 184، 528) ، وقد ذكر رحمه الله لتعمد الكذب عليه - صلى الله عليه وسلم - أسباب:

«أولها: الزندقة والإلحاد في دين الله.

وثانيها: نصرة المذاهب والأهواء، وهو كثير في الأصول، والفروع والوسائط.

وثالثها: الترغيب والترهيب لمن يظن جواز ذلك.

ورابعها: الأغراض الدنيوية لجمع الحطام.

وخامسها: حب الرياسة بالحديث الغريب». «مجموع الفتاوى» (18/ 46 - 47) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام