فهرس الكتاب
الصفحة 341 من 1137

سليمان بن عبد الملك، وهو أميرها، وكان يسمر عنده في الليل، فقال عبد الواحد لأصحابه: إني أهم أن أتزوج، فأبغوني أيمًا. فقال له ابن ميادة: أنا أدلك، أصلحك الله أيها الأمير، قال: على من يا أبا الشُرَحْبِيل؟

قال: قدمت عليك أيها الأمير، فدخلت مسجدكم، فإذا أشبه شيء به، ومن فيه الجنة وأهلها، فوالله لبينا أنا أمشي فيه إذ قادتني رائحةُ عطر رجلٍ، حتى وقفت بي عليه، فلما وقع بصري عليه، استلهاني حسنه، فما أقلعت عنه، حتى تكلم فخلته لما تكلم يتلو زبورًا أو يدرس إنجيلًا، أو يقرأ قرآنًا، حتى سكت، فلولا معرفتي بالأمير، لشككت أنه هو، ثم خرج من مصلاه إلى داره، فسألت من هو؟ فأُخبرت أنه لحيين، وبين الخلفيتين، وأنه قد نالته ولادة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها نور ساطع من غُرته وذؤابته، فنعم المنكح، ونعم حشو الرجل، وابن العشيرة!!!

فإذا اجتمعت أنت وهو على ولد، ساد العباد، وجاب ذكره البلاد، فلما قضى ابن ميادة كلامه.

قال عبد الواحد ومن حضره: ذاك محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وأمه فاطمة بنت الحسين [1] ... » [2] .

ماذا أقول وعن أي شيء أتحدث؟ أعن استخفاف الشعوبي بالكتب السماوية «القرآن والإنجيل والزبور» ، التي يُشَبِّه هذا المستهزئ كلام الله فيها بكلام البشر، وبصورة سخيفة ماجنة، وفي خبر أسخف منه يدل على حقارة مختلقة؛ وناظمة من بنيات أفكاره، وسوء معتقده الخبيث، أم أتحدث عن طعن هذا الزنديق في خلفاء الإسلام وأمراء المسلمين،

(1) ترجمته في: «السير» (6/ 224 - 225) ، و «ميزان الاعتدال» (3/ 592) ، و «تهذيب التهذيب» (9/ 232 - 233) .

(2) «الأغاني» (1/ 325) لأبي الفرج الأصفهاني. وانظر: «السيف اليماني» (ص 181) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام