فهرس الكتاب
الصفحة 337 من 1137

أنهم على حق وأن الخالق هو المخلوق، فإن كان قولهم هو قول فرعون لكن فرعون كان معاندًا مظهرًا للجحود والعناد، وهؤلاء: إمّا جهال ضلال، وإمّا منافقون مبطنون الإلحاد والجحود، ويوافقون المسلمين في الظاهر» [1] .

ومن صور الاستهزاء بالله - تبارك وتعالى: عند الملاحدة - أيضاً - ما نُقل لنا عن ابن عربي [2] ، أنه كان يعشق امرأة جميلة فيريدها عن نفسها لأنها في حدِّ زعمه هي الرب مُتجسدًا في صورة أنثى جميلة - تعالى الله عن قوله علوًا كبيرًا -، وأنه ما أحبها إلا لأنها أجمل تجليات الحقيقة الإلهية ... » [3] .

هذه هي حقيقة الحلول من الخالق في جسد المخلوق، التي تبناها غلاة الصوفية، كهذا الملحد الزنديق الحاقد، وصل به سُخفه ومجونه إلى حدٍّ لا يبلغ منتهاه إلا الأشقياء من أرباب التصوف، وأساطين الإلحاد، وليس هذا بغريب منهم، بل هذه عقيدتهم، وهذا منهجهم، نسأل الله العافية.

ومن صور الاستهزاء بالله تعالى - أيضاً: الاستخفاف بالقرآن الكريم، أو بأحدٍ من الكتب السابقة المنزلة على أنبيائه ورسله، قبل

(1) «الفرقان بين الحق والباطل» (ص 151 - 252) .

(2) محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي الحاتمي المرسي محيي الدين بن عربي، توفي سنة (638 هـ) . انظر: «ميزان الاعتدال» (3/ 569 - 570) ، «البداية والنهاية» (13/ 132) ، و «شذرات الذهب» (5/ 190) لابن العماد، و «الأعلام» (6/ 281) للزركلي، وعنه دراسة قام بها الشيخ عبد القادر سندي في كتابه: «كتاب ابن عربي الصوفي في ميزان البحث والتحقيق» .

(3) «هذه هي الصوفية» (ص 42) عبد الرحمن الوكيل. انظر: «السيد البدوي» ، دراسة نقدية (ص 35 - 36) د. عبد الله صابر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام