فهرس الكتاب
الصفحة 233 من 1137

والأمراء، هذا قول جماهير السلف والخلف من المفسرين والفقهاء وغيرهم، وقيل: العلماء. وقيل: الأمراء والعلماء، وأمَّا من قال: الصحابة خاصة فقط؛ لقد أخطأ» [1] .

يقول شيخ الإسلام رحمه الله في بيان مذهب السلف في طاعة ولاة الأمور: «أنهم لا يوجبون طاعة الإمام في كُلِّ ما يأمر به، بل لا يوجبون طاعته إلّا فيما تسوغ طاعته فيه في الشريعة، فلا يجوِّزون طاعته في معصية الله وإن كان إمامًا عادلًا، وإذا أمرهم بطاعة الله فأطاعوه: مثل أن يأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والصدق والعدل والحج والجهاد في سبيل الله، فهم في الحقيقة إنما أطاعوا الله ... فأهل السنة لا يطيعون ولاة الأمور مطلقًا، إنما يطيعونهم في ضمن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59] ، فأمر بطاعة الله مطلقًا، وأمر بطاعة الرسول لأنه لا يأمر إلا بطاعة الله {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} [النساء: 80] ، وجعل طاعة أولي الأمر داخلة في ذلك، ... ولم يذكر لهم طاعة ثالثة، لأنَّ ولي الأمر لا يطاع طاعة مطلقة إنما يطاع في المعروف» [2] .

ويوجز الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله ما يجب على المسلم تجاه ولاة الأمر فيقول: «الواجب لهم النصيحة بموالاتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيرهم برفق، والصلاة خلفهم والجهاد معهم، وأداء الصدقات إليهم، والصبر عليهم وإن جاروا، وترك الخروج بالسيف

(1) المصدر نفسه (12/ 464 - 465) .

(2) «منهاج السنة النبوية» (3/ 387) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام