ويعطوه أهمية بالغة، ويتدبروا في عواقبه الوخيمة. وذلك من جرَّاء كتمان الحق أو السكوت عن الباطل وأعظمه الشرك بالله وما يليه من نواقض الإسلام كالاستهزاء بالله تعالى ودينه ورسله - عليهم الصلاة والسلام. وليفتح العلماء آذانهم وقلوبهم ليسمعوا كلام عالم مثلهم، عاش فترة مضت لها ظروفها، ومنكراتها في عصره.
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله: « ... فوبخ سبحانه الخاصة، وهم العلماء التاركون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما هو أغلظ وأشدّ من توبيخ فاعل المعاصي، فليفتح العلماء لهذه الآية [1] مسامعهم، ويفرجوا لها عن قلوبهم، فإنها قد جاءت بما فيه البيان الشافي لهم بِأَنَّ كفَّهم عن المعاصي مع ترك إنكارهم على أهلها لا يسمن ولا يغني من جوع، بل هُمْ أَشَدُّ حالًا، وأعظم وبالًا من العصاة، فرحم الله عالماً قام بما أوجبه الله عليه من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو أعظم ما افترضه الله عليه، وأوجب ما أوجب عليه النهوض به.
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الذين لا يخافون فيك لومة لائم، وأعنَّا على ذلك، وقوِّنا عليه، ويسره لنا وانصرنا على من تعدى حدودك، وظلم عبادك إنه لا ناصر لنا سواك ولا مستعان غيرك يا مالك يوم الدين إيَّاك نعبد وإيَّاكَ نستعين» [2] .
(1) وهي قوله تعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا ... يَعْمَلُونَ} [المائدة: 62] .
(2) «فتح القدير» (2/ 55 - 56) .