فهرس الكتاب
الصفحة 217 من 1137

منها نصف الفائض ولا ثلثه ولا ربعه، وكذلك من ينتسب لهم أو يحتمي فيهم، ويأخذون الجعالات والهدايا من أصحابها ومن فلاحيهم تحت حمايتها ونظير صيانتها، واغتروا بذلك واعتقدوا دوامه وأكثروا من شراء الحصص من أصحابها المحتاجين بدون القيمة، وافتتنوا بالدنيا وهجروا مذاكرة المسائل ومدارسة العلم إلّا بمقدار حفظ الناموس، مع ترك العمل بالكلية.

وصار بيت أحدهم مثل بيت الأمراء ... واتخذوا الخدم .. وأجروا الحبس والتعزير والضرب بالفلقة والكرابيج، واستخدموا كتبة الأقباط وقطاع الجرائم في الإرساليات للبلاد، وقدروا حقَّ طرق لأتباعهم.

وصار ديدنهم واجتماعهم ذكر الأمور الدنيوية والحصص والالتزام وحساب الميرة والفائض والمضاف والرماية والمرافعات والمراسلات والتشكي والتجنِّي مع الأقباط، واستدعاء عظمائهم في جمعياتهم وولائمهم، والاعتناء بشأنهم والتفاخر بتردادهم والترداد عليهم، والمهاداة فيما بينهم إلى غير ذلك مِمَّا يطول شرحه.

وأوقع ذلك زيادة مِمَّا هو بينهم من التنافر والتحاسد والتحاقد على الرياسة، والتفاقم والتكالب على سفاسف الأمور وحظوظ الأنفس على الأشياء الواهية، مع ما جبلوا عليه من الشح والشكوى والاستجداء، وفراغ الأعين، والتطلع للأكل في ولائم الأغنياء والقراء، والمتابعة عليها إن لم يُدْعوا إليها، والتعريض بالطلب، وإظهار الاحتياج؛ لكثرة العيال والأتباع، واتساع الدائرة، وارتكابهم الأمور المخلة بالمروءة المسقطة للعدالة كالاجتماع في سماع الملاهي، والأغاني والقيان والآلات المطربة ... والتفاخر والكذب والازدراء بمقام العلم بين العوام وأوباش الناس الذين اقتدوا بهم في فعل المحرمات ... » [1] .

(1) نقلًا عن «الانحرافات العقدية والعلمية» (ص 601 - 602) علي بخيت الزهراني.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام