فهرس الكتاب
الصفحة 212 من 1137

يقول الهيتمي رحمه الله: «وقد قال الأذرعي عن قضاة زمنه: ولا يُغتر بقضاة زمننا فإنهم كقريبي عهد بالإسلام، هذا في قضاة زمنه فما بالك بغيرهم. وقد أشار إلى ذلك الفارقي - أيضاً - في قضاة زمنه مع تقدمه على زمن الأذرعي بكثير» [1] .

وفي الوقت الحاضر لا شك أن الضعف أشدّ، لأنّ الانحراف في الأمة قد بلغ منتهاه في كُلِّ المجالات، ومن ذلك ما يتعلق بالعلم والعلماء - إلا ما رحم ربي وقليل ما هم -.

يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن - عليه رحمة الله - لمَّا ذكر جملة من الكفريات والبدع المحدثات: «ولكن لمَّا كانت الغلبة للجهال والطغام انتقضت عرى الدين وانثلمت أركانه وانطمست منه الأعلام وساعدهم على ذلك من قلَّ حظه ونصيبه من الرؤساء والحكام والمنتسبين من الجهال إلى معرفة الحلال والحرام، فاتبعتهم العامة والجمهور من الأنام ولم يشعروا بما هم عليه من المخالفة والمباينة لدين الله الذي اصطفاه لخالصته وأوليائه وصفوته الكرام، ومع عدم العلم والإعراض عن النظر في آيات الله والفهم لا مندوحة للعامة عن تقليد الرؤساء والسادة، ولا يمكن الانتقال عن المألوف والعادة ... » [2] .

وكان العلماء في فترة مضت [3] وما زالوا لا يشاركون في الأحداث والمستجدات وخاصة الأمور المتعلقة بالحكم والحكَّام، وعلاقة الأمة مع أعدائها من سلم وحرب، وغير ذلك بحجة أن هذا من السياسة والعلماء بعيدون عنها.

(1) «الإعلام بقواطع الإسلام» (2/ 346) المطبوع بآخر كتاب «الزواجر» .

(2) «الدرر السنية» (1/ 190 - 191) .

(3) أي القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام