فهرس الكتاب
الصفحة 210 من 1137

بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم.

ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب ... » [1] .

فمهمة العلماء لا تقتصر فقط على تعليم الناس الشريعة والحلال والحرام وما يتعلق بالفتيا والقضاء أو ما يسميه أهل زماننا بـ «المناصب الدينية» .

إن مُهِمَّة العلماء مع هذا هي الرقابة الكاملة، والحراسة الشديدة لِكُلِّ مجالات الحياة سواء كانت علمية أو عملية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك، وهذا هو جوهر الفرق بين علماء المسلمين ورجال الدين في النصرانية، وهذا بالتأكيد سببه الفرق بين عقيدة التوحيد وعقيدة التثليث، فمصطلح «رجال الدين» ظَاهِرُ مَقْصُودُ الذين أطلقوه على أصحابه، وذلك لغرض في نفوسهم ألا وهو: حصر مهمة العالم في الأمور الشرعية فحسب، سواء كان ذلك في النصرانية - وهو الظاهر - أو الإسلام - وهو الأمر الذي نجح فيه أعداء الإسلام من المشركين والمنافقين - في جعل مهمة العالِمِ في دين الإسلام كرجل الدين عند النصارى.

(1) «الرد على الجهمية والزنادقة» (ص 52) ضمن «عقائد السلف» .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام