فهرس الكتاب
الصفحة 157 من 1137

قال: «والجاهلية: ... هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين، والمفاخرة بالأنساب والكِبْر والتَّجَبُّر وغير ذلك» [1] .

* ذكر العلماء للجهل عِدَّة معانٍ:

الأول: وهو خلو النفس من العلم، هذا هو الأصل. وقد جعل ذلك بعض المتكلمين معنىً مقتضياً للأفعال الخارجية عن النظام، كما جُعِلَ العلم معنىً مقتضياً للأفعال الجارية على النظام.

والثاني: اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه.

والثالث: فعل الشيء بخلاف ما حقُّه أن يُفعل، سواء اعتقد فيه اعتقادًا صحيحًا أو فاسدًا، كمن يترك الصلاة متعمدًا، وعلى ذلك قوله تعالى: {قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67] ، فجعل فعل الهزء جهلًا، وقال - عز وجل: {فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6] [2] .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله: في بيان استعمالات كلمة «الجهل» : «لفظ الجهل يعبر عن عدم العلم، ويعبَّرُ عن عدم العمل بموجب العلم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أحدكم صائماً، فلا يرفث ولا يجهل، فإن

(1) «لسان العرب» (11/ 129 - 130) .

(2) «مفردات ألفاظ القرآن» (ص 209) للراغب الأصفهاني. وانظر: «الكُليَّات - معجم في المصطلحات والفروق المعنوية» (ص 350) لأبي البقاء الكفوي، و «التعريفات» (ص 108) للجرجاني.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام