فهرس الكتاب
الصفحة 150 من 1137

يقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله: «سبب النفاق أغراض نفسية تجيش في الصدور، تمنع أهلها من قبول الحق وتدفعهم إلى معاداة أهله، والذي يبثها ويغذيها في كُلّ زمان ومكان هو اليهودية العالمية المفسدة لكافَّةِ المجتمعات» [1] .

ويقول في موضع آخر: « ... أسباب النفاق ناشئة: إمَّا من ظلمة الطبع، أو ظلمة الشبهة، أو ظلمة الهوى، أو ظلمة الطمع، أو ظلمة حب الرئاسة، أو ظلمة الشهوة، أو ظلمة الحقد والحسد والغواية، أو غير ذلك من الظلمات المادية التي تجتمع فتكون ظلمات بعضها فوق بعض، ويشهد لهذا التفسير تمثيل الله سبحانه لهم بأنهم في الظلمات لا يبصرون، صُمٌّ بَكْمٌ عميٌّ ... ولذلك إذا عرض لهم زاجر الدين دفعه ما في قلوبهم المريضة من ظلمة الغواية والهوى بشتى أنواع التحريفات والتأويلات الباطلة التي تزينها لهم تلك الظلمات الراسخة في قلوبهم» [2] .

وعندما نشأت الدولة المسلمة على أرض المدينة، وقوي سلطان المسلمين، ومكن الله على يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للإسلام والمسلمين عند ذلك ظهر النفاق، وراج سوقه.

قال إمام المفسرين رحمه الله: «لمَّا جمع (أي: الله تبارك وتعالى) لرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - أمرهُ في دار هجرته، واستقر بها قراره، وأظهر الله بها كلمته، وفشا في دُور أهلها الإسلام، وقهر المسلمون من فيها من أهل الشرك من عبدة الأوثان، وذَلَّ بها من فيها من أهل الكتاب، أظهر أحبار يهودها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضغائن، وأبدوا له العداوة والشنآن، حسدًا

(1) «صفوة الآثار والمفاهيم» (2/ 18) . وانظر: «اليهود في القرآن والسنة» (2/ 62) محمد أديب صالح.

(2) المصدر السابق (2/ 19) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام