فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 1137

فهم النصوص الشرعية وكلام أهل العلم المحققين الربانيين أهل التوسط والاعتدال، بغية الاهتداء إلى الحق بدليله.

وأمّا الباب الأول: فقد تحدثت فيه عن جانبين مُهِمَّين، أحدهما: تعريف الاستهزاء، وأوضحت معانيه في لغة العرب مستندًا إلى كلامهم وأشعارهم في إيضاح تلك المعاني وربط ذلك كله بالمعنى الاصطلاحي، مستدلًا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية المعنية بموضوع الاستهزاء، غير أن ذلك كله لا يصل بالباحث إلى تعريف جامع مانع واضح لقضية السب والشتم والسخرية والاستهزاء إذ ضبط ذلك لم يرد به الشرع، فوجب الرجوع فيه إلى العرف كما قرر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله.

والجانب الثاني: أسباب الاستهزاء: وبينت أن أسباب هذا الجرم الكبير قد تكون أسبابًا داخلية «نفسية» ترجع إلى الحقد، والحسد، والكبر، والنفاق، والجهل، وحب المال، وضعف الإيمان وغيرها مِمَا قد يعرض للمسلم والمنافق والكافر. ومن الأسباب ما يكون خارجيًا كداء التقليد للأمم السابقة، ودخول جحر الضب وراءهم، أو ما أصاب الأمة المسلمة من الانحراف العقدي في حياتها، وضعف سلطان العلماء والمحتسبين، وتعطيل حَدِّ الردة على الزنادقة المستهزئين والمرتدين.

أمّا الباب الثاني: فقد أبرزت فيه صور الاستهزاء قديمًا وحديثًا فيما يتعلق بالله - سبحانه وتعالى -، وبرسله - عليهم الصلاة والسلام - ودين الإسلام، ما يوضح هذه الظاهرة وانتشارها وكثرة الابتلاء بها، وأن صور الاستهزاء قد تتكرر في أمم وأزمان وإن اختلفت الوسائل والطرائق: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الذاريات: 53] .

وذكرت في هذا الباب صورًا من الاستهزاء والتنقص بالصحابة - رضي الله عنهم - وسائر المؤمنين باعتبارهم حملة هذا الدين لا باعتبار ذواتهم وبشريتهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام