فهرس الكتاب
الصفحة 114 من 1137

أما استعمال لفظ الاستهزاء في السنة النبوية، فقد ورد في عدة من أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فمن ذلك: ما رواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. وفيه: « ... فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي! فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كُلَّهُ فاستاقه فلم يترك منه شيئًا، ... » الحديث [1] .

وجاء في «صحيح مسلم» عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه: وفيه: «فقالوا: مِمَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت ربُّ العالمين! فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر» [2] .

وروى مسلم بسنده عن أُسيد بن جابر أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر، وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس؛ فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنيين، فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال: «رجلًا يأتيكم من اليمن يقال له: أويس، لا يدع باليمن غير أمٍّ له، قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم» [3] .

(1) رواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، والتوسل بصالح الأعمال، حديث رقم (3743) (17/ 60) ، «نووي» ، وهو عند البخاري «بدون» لفظ «أتستهزئ» ، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، برقم (3465) ، «فتح» (6/ 584) .

(2) تقدم تخريجه في المطلب الأول.

(3) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أويس القرني - رضي الله عنه -، برقم (2542) ، «نووي» (16/ 328 - 329) ، والحديث له ألفاظ متقاربة عند مسلم فيها زيادات وفوائد نافعة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام