فهرس الكتاب
الصفحة 1094 من 1137

15 -المتأمل لحال هذه الأمة في الوقت الحاضر يجد أنَّ أعداءها قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم، وأتوا من كُلِّ حدبٍ ينسلون ليجهزوا على هذه الأمة ودينها، وقد بذلوا في سبيل تكالبهم هذا كُلَّ ما يملكون من وسائل الإفساد في كُلِّ المجالات سياسيةٍ أو اجتماعيةٍ أو ثقافيةٍ أو تعليميةٍ، أو في مجال الإعلام والفن، كُلُّ ذلك لإطفاء نور الله، وإماته روح الجهاد في سبيل الله، والاعتزاز بهذا الدين، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8] .

16 -أنَّ أعداء الإسلام - من اليهود والنصارى والمشركين - قد انتقوا من بني جلدتنا ومِمَّن يتكلمون بألسنتنا، أقوامًا جرفهم سيل الإلحاد، وموجات الزندقة، والعلمنة في ديار الإسلام من أمثال: طه حسين، ونجيب محفوظ، وعلاء حامد، وعلي عبد الرازق، وغيرهم كثير - لا كثّرهم الله - فصاروا يهدمون القيم والعقائد، ويشوهون الشرائع والشعائر، ويفسدون الأخلاق الفاضلة، وقد يكون ذلك كُلّه باسم العلو أو الوطنية أو الدراسات النفسية، أو الحرية والمساواة، وغير ذلك من الشعارات الزائفة: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران: 118] .

17 -أنَّ أعظم شيء حققه المستهزئون: هدم قداسة الدين وهيبته وعظمته في نفوس كثير من أبناء الإسلام، فصار فِئَامٌ منهم يعتقدون أنَّ سبب تخلفهم هو الإسلام، ودَبَّ إلى نفوسهم الهزيمة النفسية، والانبهار بتقدم الغرب في المجالات العلمية والصناعية والحربية وغيرها، وأنه ما تحقق هذا إلا بعد أن نبذت أوروبا الدين وتعاليمه وقيمه: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: 5] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام