فهرس الكتاب
الصفحة 1085 من 1137

وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور: 55] .

ثانياً: التأمل الشديد لما ورد في كتاب الله من الحديث عن السخرية والاستهزاء واستنباط المنهج القرآني في مواجهة الساخرين بالرسل وأتباعهم، وكيف تعامل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم مع هذا الأسلوب، وهذا يظهر في الأمر التالي.

ثالثاً: التحلي بالصبر وهو «أعظم قوة يُمكِن أن يتصف بها الإنسان لأنه يتضمن التحكم في قوةِ الاحتمال وقوةِ الإرادة، وذلك منبعه قوة الإيمان، فكان الدفاع والتضحية، ولكن الدفاع والتضحية من أجل العقيدة والإيمان بها، في حاجةٍ إلى حوافز معنوية وروحية، ومن هنا جاء دور القرآن الكريم في مواجهة أساليب الأعداء في حربهم النفسية وتدعيم مركز المسلمين في مواجهة هذا الأسلوب، فكان القرآن أقوى سلاح معنوي اعتصم به المسلمون في مواجهة صراعهم الرهيب مع الأعداء، حيث واجه من سخر واستهزأ بالرسول والمسلمين بسخرية واستهزاء أَشَدَّ من سخريتهم واستهزائهم، مدافعًا ومواسيًا للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومقلّلًا من شأنهم وشأن سخريتهم، وكاشفًا لأحوالهم كما قال تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} [التوبة: 64] ، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 79] ، وقال تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام: 5] ، وقال تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام: 10] . وقال

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام