فهرس الكتاب
الصفحة 1011 من 1137

مُّنِيرًا [الأحزاب: 45 - 46] ، فالدعوة: دعوة إلى الله ... دعوة خالصة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، دعوة إلى الله لا لقومية ولا لعصبية، ولا لأرض ولا لراية، لا لمصلحة ولا لمغنم، ولا لتملق هوى، ولا لتحقيق شهوة، ومن شاء أن يتبع هذه الدعوة على تجردها فليتبعها، ومن أراد غيرها معها فليس هذا هو الطريق ... ومن يعتنقوها ليحققوا بها الأطماع، وليتجروا بها في سوق الدعوات تشترى منهم وتُباع. إنَّما تقوم الدعوات بالقلوب التي تتجه إلى الله خالصة له، لا تبغي جاهًا ولا متاعًا ولا انتفاعًا، إنما تبغي وجهه وترجو رضاه.

ويجب أن لا نغفل عن هذه الحقيقة البسيطة التي كثيرًا ما ننساها وهي أنَّ الناس هم الناس والدعوة هي الدعوة والمعركة هي المعركة. إنها أولًا وقبل كُلِّ شيء معركة مع الضعف والنقص والشح والحرص في داخل النفس. ثم هي معركة مع الشر والباطل، والضلال والطغيان في واقع الحياة، والمعركة بطرفيها لا بُدّ من خوضها» [1] . لَعَل بهذا تتضح أهمية الدعوة إلى الله تعالى وأن صلاح البشرية مرتبط بقيامها تُرْشِدُ السائرين إلى الله تعالى على وفق منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - قولًا وعملًا واعتقادًا.

وهنا تجدر الإشارة إلى حكم الدعوة إلى الله تعالى، وهل هي فرض عين على جميع الأمة، أو هي من فروض الكفايات إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين؟

فالجواب: أن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على الأمة، ولكنها من فروض الكفايات.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «والدعاء إلى سبيل الرب بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ونحو ذلك مِمَّا

(1) «طريق الدعوة في ظلال القرآن» (ص 148) جمع وإعداد أحمد فائز.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام