إنما هو لمحبة غرضه منه ... » [1] .
فهذه المحبة الشرعية التي أوجبها الله على المؤمنين للنبي - صلى الله عليه وسلم - نابعة من محبة الله - سبحانه وتعالى - وتابعة لها.
يقول ابن تيمية رحمه الله: «وليس للخلق محبة أعظم ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم، وليس في الوجود ما يستحق أن يحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى وكل ما يحب سواه فمحبته تبع لحبه، فإن الرسول - عليه الصلاة والسلام - إنما يحب لأجل الله ويطاع لأجل الله ويتبع لأجل الله.
كما قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} [آل عمران: 31] [2] . وقد قَسَّمَ العلماء هذه المحبة الشرعية إلى قسمين: فرض وفضل.
فالأولى: المحبة التي تقتضي قبول ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من عند الله، وتلقيه بالمحبة والرضا والتعظيم والتسليم، وعدم طلب الهدى من غير طريقه بالكلية ثم حسن الإتباع له فيما بلَّغه من ربه، من تصديقه في كل ما أخبر به، وطاعته فيما أمر به من الواجبات، والانتهاء عما نهى عنه من المحرمات، ونصرة دينه والجهاد لمن خالفه بحسب القدرة، فهذا القدر لابُدَّ منه ولا يتم الإيمان بدونه.
والثاني: المحبة التي تقتضي حسن التأسي به، وتحقيق الاقتداء بسنته، في أخلاقه، وآدابه، ونوافله، وتطوعاته، وأكله، وشربه، ولباسه، وحسن معاشرته لأزواجه، وغير ذلك من آدابه الكاملة، وأخلاقه الظاهرة.
(1) «روضة المحبين» (ص 284) .
(2) «مجموع الفتاوى» (10/ 649) .