فهرس الكتاب
الصفحة 72 من 1137

قال ابن تيمية - عليه رحمة الله: «والمقصود هنا أن كل ما نفاه الله ورسوله من مسمى أسماء الأمور الواجبة كاسم الإيمان، والإسلام والدين والصلاة والصيام والطهارة والحج، وغير ذلك فإنما يكون لترك واجب من ذلك المسمى، ومن ذلك قوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] ، فلما نفي - الإيمان - حتى توجد هذه الغاية، دل على أن هذه الغاية فرض على الناس، فمن تركها كان من أهل الوعيد ... » [1] .

فقد نفى الإيمان الواجب، حتى يكون الرسول أحب إلى العبد من ولده ووالده والناس أجمعين، بل ولا يحصل الإيمان الواجب إلا بأن يكون الرسول أحب إليه من نفسه، كما في الحديث: «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر» [2] . فمن قال: إن المنفي هو الكمال، فإن أراد الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويعرض للعقوبة فقد صدق، وإن أراد أن

(1) «مجموع الفتاوى» (7/ 37) وما بعدها.

(2) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -، برقم (6632) ، «فتح» (11/ 532) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام