وتعظيم رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الاستهزاء بشيء من ذلك أو بما يتعلق به مناف لهذا الأصل العظيم ومناقض له أشد المناقضة، فهو من نواقض الإسلام وقواطعه العظام، قال ابن تيمية رحمه الله: «من استخف واستهزأ بقلبه امتنع أن يكون منقادًا لأمره، فإن الانقياد إجلال وإكرام، والاستخفاف إهانة وإذلال، وهذان ضدان، فمتى حصل في القلب أحدهما انتفى الآخر، فعلم أن الاستخفاف والاستهانة به ينافي الإيمان منافاة الضد للضد» [1] .
فالاستهزاء بشعيرة من شعائر الإسلام، أو بحكم من أحكامه، أو بسنة من سننه، يسلب صاحبه وصف الإيمان، ويسلكه في عداد أعداء الرحمن، لأن الاستهزاء أكبر إثمًا وأعظم جرماً من مجرد المعصية، فكل إنسان يمكن أن تغلبه نفسه فيقع في المعصية، هذا شيء والاستهزاء بدين الله وشعائره شيء آخر.
2 -الكتاب والسنة مليئان بالحث على تعظيم الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وشعائر الدين، مما يدل على خطورة هذا الأمر، وأن الانحراف فيه يُفضي بصاحبه إلى المروق من الدين.
3 -فشو الاستهزاء بالدين في هذا العصر بصورة مذهلة في صفوف المثقفين، ودعاة العلمنة والحداثة والمذاهب الهدامة المخالفة لهدي الإسلام وتعاليمه، وبعض العامة والدهماء الذين يجهلون خطورة ما يتفوَّهون به، وقد يأتون به أحيانًا على سبيل الهزل وإضحاك الآخرين.
4 -الإسهام في بيان وكشف الألفاظ والعبارات في الاستهزاء وصوره والتنبيه على خطورته، وبيان مدى انتشاره وكثرة الابتلاء به، وتكمن الخطورة والمصيبة في أن هذا الأمر قد يقع من المسلم ولو بدون قصد.
(1) «الصارم المسلول» (ص 521) .