فهرس الكتاب
الصفحة 181 من 1137

مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون [يس: 30] ، وقال تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} [الزخرف: 6 - 7] .

وقال تعالى مُسَلِّياً عبده ورسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لمَّا واجهه قومه كفَّارُ مكة بالاستهزاء والتكذيب لدعوته: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام: 10 - والأنبياء: 41] .

وقال تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} [الرعد: 32] .

وقد نهى الله - سبحانه وتعالى - أمة الإسلام عن كثير من أعمال أهل الكتاب الباطلة، ومنها: السخرية والاستهزاء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104] .

روى أبو جعفر الطبري عن عطية وغيره: {لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا} قال: «كان أناس من اليهود يقولون: أرعنا سمعك! حتى قالها أناس من المسلمين؛ فكره الله لهم ما قالت اليهود ... » [1] .

يقول الدكتور محمد أديب الصالح: «فإذا كان التحول عن الذاتية وأصالة التعبير، إلى التقليد حتى في المصطلح الذي اتخذه اليهود في خطابهم للنبي - عليه الصلاة والسلام - يجابه بالنهي الصريح، والأمر باستعمال البديل، فكيف بالتقليد الأعمى عندما يكون على صعيد

(1) «جامع البيان» (2/ 460) شاكر. وانظر: «الدر المنثور» (1/ 195 - 196) للسيوطي، و «محاسن التأويل» (1/ 342 - 3423) للقاسمي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام