إنا إذا صيح بنا أبينا ... وبالصياح عوَّلوا علينا
فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من السائق؟ ، قالوا: عامر، قال: يرحمه اللَّه، فقال رجل من القوم: وجبت واللَّه يا رسول اللَّه، لو متّعتنا به، قال: فأصيب بحنين" (1) ."
487 -حدثني مفضل بن غسان حدثني، أبي نا ابن عيينة، عن ابن طاووس، عن أبيه قال:"إن هذه الأخلاق منائح يمنحها اللَّه عز وجل من يشاء من عباده، فإذا أراد اللَّه بعبد خيرا منحه منها خلقا حسنا" (2) .
تضمنت الآثار السابقة بيان أمر مهم من أمور القدر وهو إثبات أن التوفيق للأعمال الصالحة، والهدى والطاعة متعلق بمشيئه اللَّه، وأنه إذا حصل توفيق اللَّه للعبد نال كل خير، ولذلك فإنك تجد في هذه الآثار فقه السلف لهذا الأمر، فعند سكرات الموت يستعين عامر بن عبد اللَّه باللَّه على مصرعه، ويناجي عامر بن عبد قيس ربه فيطلب منه أن يمسكه عن فعل المعاصي، وأنه إن لم يحصل هذا الإمساك فكيف سيستمسك؟ ، وهكذا ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- ذكر أن اللَّه هو المعطي للخير، الواقي من الشر، ومحمد بن كثير ذكر أن رضا اللَّه لا نملكه بل هو سبحانه يعطينا ما نرضيه
(1) الإشراف (258 - 259) رقم (330) ، وأخرجاه: البخاري (7/ 463 - 464) ، ومسلم كتاب الجهاد (18/ 165 - 167) ، وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا ترحم على أحد رزق الشهادة.
(2) سبق (468) الأثر مخرجا.