432 -حدثني عبد العظيم بن عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم بن جشم -مولى عبد اللَّه بن عامر- قال: حدثني أبي قال: سمعت صالحا المري (1) يقول:"دخلت دار المورياني وهي خراب فقلت: يا دار ما فعل أهلك؟ فإذا أنا بمناد ينادي من أقصى الدار: قف يرحمك اللَّه يا صالح، هذا سخط مخلوق على مخلوق، فكيف سخط الخالق على المخلوق؟ لا إله إلا اللَّه" (2) .
تضمن أثر صالح المري إثبات صفة السخط اللَّه تعالى، وهي الغضب نفسه (3) ، لكن السخط هو أشد ما يكون من الغضب (4) ، ونقل القرطبي عن الماوردي قوله:"الفرق بينهما: أن السخط إظهار الكراهة، والغضب إرادة الانتقام" (5) ، وكما سبق في التعليق السابق أن الغضب والسخط صفة قائمة باللَّه تعالى، ويترتب عليها العذاب واللعنة.
(1) لعله: صالح بن بشير بن وادع المُرِّي، أبو بشر البصري، القاص الزاهد، ضعيف مات سنة (172 هـ) وقيل بعدها، التقريب (2845) .
(2) إسناده لين؛ فيه شيخ المصنف وأبوه لم أجد لهما ترجمة، الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان (77) رقم (61) ، والذي بعده، وفيه:"فخرج عليّ أسود من ناحية الدار"، وقصة المورياني مع المنصور انظرها في تاريخ الإسلام (1/ 1108) .
(3) انظر القاموس المحيط (2/ 536) ، ومشكل الحديث (1/ 485) .
(4) انظر التعاريف للمناوي (400) .
(5) تفسير القرطبي (16/ 101) ، والنهاية في غريب الحديث (2/ 350) .