المسألة الثانية: الآثار الواردة في الحلف بغير اللَّه.

375 -حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا المحاربي، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن كعب -رضي اللَّه عنه- قال:"إنكم تشركون في قول الرجل: كلا وأبيك، كلا والكعبة، كلا وحياتك، وأشباه هذا، احلف باللَّه صادقا أو كاذبا، ولا تحلف بغيره" (1) .

376 -حدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا عبد اللَّه، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق الشيباني، عن خناس بن سُحيم قال:"أقبلت مع زياد بن حُدَير (2) من الكُناسة، فقلت في كلامي: لا والأمانة، فجعل زياد يبكي ويبكي، فظننت أني أتيت أمرا عظيما، فقلت له: أكان يُكرَه ما قلت؟ قال: نعم، كان عمر -رضي اللَّه عنه-، ينهانا عن الحلف بالأمانة، أشدَّ النهي" (3) .

(1) رجاله ثقات إلا المحاربي وقد مر (179) ، فإنه لا بأس به لكنه مدلس وقد عنعن.

كتاب الصمت وآداب اللسان (196 - 197) رقم (356) ، وأورده الغزالي في الإحياء (3/ 140) ، وعزاه الزبيدي في الإتحاف (7/ 578) إلى المصنف.

(2) في مصادر ترجمة خناس أنه يروي عن ابن حدير بالحاء وليس بالجيم، وقد نبه عليه المحققان الحويني ومحمد عاشور، وهو زياد بن حُدَير الأسدي، له ذكر في الصحيح، ثقة عابد، التقريب (2064) .

(3) فيه شريك وهو سيء الحفظ، إلا أن روايته هنا عن أبي إسحاق وقد ذكر أنه أثبت فيها من زهير وإسرائيل وزكريا، انظر المختلطين (57) ، وخناس ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 395) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك البخاري في التاريخ (3/ 218) رقم (742) ، وابن ماكولا في الإكمال (2/ 347) .=