856 -قال يحيى بن معين: حدثنا معن قال: حدثنا مالك، عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري قال:"دخل مروان على أبي هريرة في شَكْوِهِ الذي مات فيه فقال: شفاك اللَّه يا أبا هريرة، فقال أبو هريرة: اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي، فما بلغ مروان أصحاب القطن حتى مات" (1) .
857 -حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثني عمرو بن عبيد الأنصاري قال: حدثني أبو الزعيزعة (2) كاتب مروان:"أن مروان أرسل إلى أبي هريرة فجعل يسأله، وأجلسني وراء الستر أكتب عنه، حتّى إذا كان في رأس الحول، أرسل إليه فسأله وأمرني أن انظر فما غيّر حرفا عن حرف" (3) .
(1) إسناده منقطع فإن المصنف لم يصرح بصيغة التحديث ولعلها إجازة أو مذاكرة، والأثر صحيح من طريق ابن سعد، المحتضرين (210) رقم (300) ، وقبله برقم (288) وفيه أن الذي دعا له أبو سلمة التابعي المشهور فقال:"اللهم لا ترجعها، قالها مرتين، ثم قال: إن استطعت أن تموت فمت، فوالذي نفس أبي هريرة بيده ليأتينّ على الناس زمان يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهبة الحمراء، وليأتين على الناس زمان يمرّ الرجل على قبر أخيه المسلم فيتمنى أنه صاحبه"، وابن سعد في الطبقات (4/ 339) ، ومن طريق المصنف ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 685) ، وذكره الذهبي في السير (2/ 625) ، وابن حجر في الإصابة (4/ 210) .
(2) هو سالم أبو الزعزعة مولى مروان بن الحكم، وكاتبه وكاتب ابنه عبد الملك بن مروان، وكان على الرسائل لعبد الملك، وولاه الحرس، تاريخ دمشق (20/ 89) ، وانظر الوزراء والكتاب للجهشياري (35) .
(3) فيه عمرو بن عبيد الأنصاري أورده البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، التاريخ الكبير (6/ 532) ، الجرح والتعديل (6/ 246) ، وأورده ابن =