ليقتل ومعه أبواه يبكيان، التفت إليهما فقال:
أبلياني اليوم صبرا منكما ... إنَّ حزنا منكما بادٍ لشرّ
لا أدرى ذا الموتَ إلا هيّنًا ... إن بعد الموت دار المستقرّ
اصبرا اليوم فإني صابر ... كلّ حَيٍّ لفَنَاء وقَدَرْ (1)
444 -أنشدني أبي رحمه اللَّه:
إذا المرء لم يطلب معاشا ولم ... يتحاش من طول الجلوس
جفاه الأقربون وصار كلًّا ... على الإخوان كالثوب اللّبيس
وما الأرزاق عن جلَدٍ ولكن ... بما قدر المقدِّر للنفوس (2)
445 -حدثني أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال:"كتب سليمان بن حبيب المهلبي إلى الخليل بن أحمد (3) وولي"
= معاوية، فحبسه سعيد بن العاص وهو على المدينة خمس سنين أو ستا، إلى أن بلغ المسور بن زيادة وكان صغيرا فقتله بأبيه، معجم الشعراء (460) .
(1) إسناده حسن، والد المصنف في درجة الصدوق كما سبق (344) ، المحتضرين (190) رقم (266) ، والأصبهاني في الأغاني (10/ 272) وعجز البيت الأخير عنده:"كل حي لقضاء وقدر"، وذكر ابن حجر في الإصابة أن قصة هدبة مشهورة مذكورة في كامل المبرد وغيره.
(2) إسناده حسن، والد المصنف في درجة الصدوق كما سبق (344) ، إصلاح المال (257) رقم (238) ، الإشراف في منازل الأشراف رقم (283) وفيه زيادة بيتين.
(3) هو الخليل بن أحمد الأزدي الفراهيدي، أبو عبد الرحمن البصري اللغوي، صاحب العروض والنحو، صدوق عالم عابد، مات بعد الستين وقيل سنة سبعين أو بعده، التقريب (1750) .