يضاف إلى اللَّه ويخافه أولياؤه وعباده المتقون، قال ابن القيم:"أما خوف أوليائه من مكره فحق؛ فإنهم يخافون أن يخذلهم بذنوبهم وخطاياهم، فيصيرون إلى الشقاء، فخوفهم من ذنوبهم، ورجاؤهم لرحمته، وقوله: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} (1) إنما هو في حق الفجار والكفار، ومعنى الآية: فلا يعصي ويأمن مقابلة اللَّه له على مكر السيئات بمكره به إلا القوم الخاسرون، والذي يخافه العارفون باللَّه من مكره: أن يؤخر عنهم عذاب الأفعال، فيحصل منهم نوع اغترار، فيأنسوا بالذنوب، فيجيئهم العذاب على غرة وفترة، وأمر آخر وهو: أن يغفلوا عنه، وينسوا ذكره، فيتخلى عنهم إذا تخلوا عن ذكره وطاعته، فيسرع إليهم البلاء والفتنة، فيكون مكره بهم تخليه عنهم، وأمر آخر: أن يعلم من ذنوبهم وعيوبهم ما لا يعلمونه من نفوسهم، فيأتيهم المكر من حيث لا يشعرون، وأمر آخر: أن يمتحنهم ويبتليهم بما لا صبر لهم عليه فيفتنون به وذلك مكر" (2) .
(1) سورة الأعراف، من الآية (99) .
(2) الفوائد (163) .