في الوالدين، فإذا أدرجتموني في جريدتي، ووضعتموني في حفرتي، فخلّوا معاوية وأرحمَ الراحمين" (1) ."
351 -حدثنا خالد بن خداش بن عجلان، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال:"جاءت امرأة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوما ببردة، قال سهل: هل تدرون ما البردة؟ قالوا: هي الشملة منسوج فيها حاشيتاها، فقالت: يا رسول اللَّه، نسجت هذه بيدي جئت أكسوكها، فأخذها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- محتاجا إليها فخرج علينا وإنها لإزاره، فجسّها رجل من القوم فقال: اكسنيها، قال: نعم، فجلس ما شاء اللَّه في المجلس، ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه، فقال القوم: ما أحسنت، سألته إياها وقد علمت أنه لا يردّ سائلا، فقال الرجل: إي واللَّه، ما سألتها رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا لتكون كفني يوم أموت، قال سهل: فكانت كفنه" (2) .
(1) إسناده حسن، فيه شيخ المصنف وقد سبق (155) ، المحتضرين (68) رقم (65) ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 217) ، وكذا ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 141) وابن الأثير في الكامل (3/ 259 - 260) ، وأخرج بعضه: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 379) رقم (515) ، والبيهقي في الزهد الكبير رقم (656) ، والذهبي في السير (3/ 159) ، وذكره أحمد زكي في جمهرة خطب العرب (2/ 185) .
(2) الأثر صحيح، مكارم الأخلاق (91 - 92) رقم (377) ، وأخرجه البخاري في صحيحه (4/ 318 فتح) رقم (2093) وغيره، وذكر الحافظ في الفتح عند شرحه في الجنائز أن فيه التبرك بالصالحين، ولا وجه له، كما أنه مردود من عدة أوجه كما هو مبيّن في التحليل والتعليق.