326 -حدثني محمد قال: حدثنا داود بن المحبَّر قال: حدثنا محمد بن ثابت العبدي، عن أبي عمران الجوني:"أن أبا الدرداء لما نزل به الموت، دعا أم الدرداء، فضمّها إليه وبكى، وقال: يا أم الدرداء قد ترين ما قد نزل من الموت، إنه واللَّه قد نزل بي أمر لم ينزل بي قط أمر أشد منه، وإن كان لي عند اللَّه خير فهو أهون ما بعده، وإن تكن الأخرى فواللَّه ما هو فيما بعده إلا كحلاب ناقة، قال: ثم بكى، ثم قال: يا أم الدرداء اعملي لمثل مصرعي هذا، يا أم الدرداء اعملي لمثل ساعتي هذه، ثم دعا ابنه بلالا فقال: ويحك يا بلال اعمل لساعة الموت، اعمل لمثل مصرعي أبيك، واذكر به صرعتك وساعتك فكأن قد، ثم قُبض" (1) .
327 -حدثنى محمد قال: حدثني عمار بن عثمان قال: سمعت بهيم العجلي (2) يقول:"وعزّتك ما بكى الباكون إليك فخيّبتهم من فضلك، بل ظنّ أوليائك أحسن الظنون، ورجاؤهم لك أكثر الرجاء، قال: ثم يبكي حتى يبلّ لحيته بالدموع" (3) .
(1) إسناده ضعيف جدا؛ فيه داود بن المحبر وسيأتي (808) ، المحتضرين (136) رقم (171) ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 196) .
(2) هو بهيم العجلي، أبو بكر العابد، تروى عنه الحكايات، الثقات لابن حبان (8/ 153) ، الجرح والتعديل (2/ 436) .
(3) إسناده حسن، وعمار بن عثمان هو الحلبي سيأتي (528) ، الرقة والبكاء (201) رقم (279) ، وفيه أن البكاء الذي يذكر عن الصالحين في هذا الكتاب إنما هو من باب الرجاء وليس قنوطا ولذلك كان ممدوحا.