فهرس الكتاب
الصفحة 131 من 1390

وينبغي هنا الإشارة إلى أن البدع الكبيرة لم تقع في أوائل عصر الصحابة رضوان اللَّه عليهم، ولا في مدينة الخلافة النبوية، فإنه كما قال شيخ الإسلام:"كان القرن الأول من كمال العلم والإيمان على حال لم يصل إليها القرن الثاني، وكذلك الثالث، وكان ظهور البدع والنفاق بحسب البعد عن السنن والإيمان، وكلما كانت البدعة أشد تأخر ظهورها، وكلما كانت أخف كانت إلى الحدوث أقرب" (1) ، وقال رحمه اللَّه:"فأما الأعصار الثلاثة المفضلة، فلم يكن فيها بالمدينة النبوية بدعة ظاهرة ألبتة، ولا خرج منها بدعة في أصول الدين ألبتة، كما خرج من سائر الأمصار. . . -ثم ذكر البدع الكبيرة التي حدثت في كل مصر- وأما المدينة النبوية فكانت سليمة من ظهور هذه البدع، وإن كان بها من هو مضمر لذلك، فكان عندهم مهانا مذمومًا؛ إذ كان بها قوم من القدرية وغيرهم، ولكن كانوا مذمومين مقهورين، بخلاف التشيع والإرجاء بالكوفة، والاعتزال وبدع النساك بالبصرة، والنصب بالشام؛ فإنه كان ظاهرا. . . ولم يزل العلم والإيمان بها ظاهرا، إلى زمن أصحاب مالك، وهم أهل القرن الرابع (2) حيث أخذ القرن عن مالك وأهل طبقته" (3) .

= مثلا الباعث على إنكار البدع والحوادث (68) .

(1) شرح العقيدة الأصفهانية (84) ، والمجموع (20/ 301) .

(2) مجموع الفتاوى (20/ 300 - 302) بتصرف.

(3) أصحاب مالك -رحمه اللَّه- هم أهل القرن الثالث وليس الرابع؛ لأنه توفي سنة =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام