جهنم جبل يدعى صعودا، يطلع في الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه، قال اللَّه -عزَّ وجلَّ-: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) } (1) ، وإن في جهنم قصرا يقال له: الهوى، يرمى الكافر من أعلاه، فيهوي في جهنم أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله، قال اللَّه -عزَّ وجلَّ-: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) } (2) ، وإن في جهنم واديا يدعى غيا، يسيل قيحا ودما، فهو لمن خُلق له، قال: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) } (3) ، وإن في جهنم واديا يدعى أثاما، فيه حيّات وعقارب، في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة سمٍّ، والعقرب منهن مثل البغلة المؤكفة (4) ، تلدغ الرجل فلا يلهيه ما يجد من حرِّ جهنم حُمُوَّةَ لدغتها، فهو لمن خلق له، وإن في جهنم سبعين داءً، كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم" (5) ."
(1) سورة المدثر، الآية (17) .
(2) سورة طه، الآية (81) .
(3) سورة مريم، الآية (59) .
(4) المشدود عليها الإكاف وهو البرذعة، استدركه صاحب تاج العروس (1/ 5719) .
(5) إسناده لين؛ ثعلبة بن مسلم هو الشامي الخثعمي مستور التقريب (854) ، صفة النار (40 - 41) رقم (37) ، وابن المبارك في الزهد رقم (287) ، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 254) وقال:"روه ابن أبي الدنيا موقوفا عليه وفي صحبته خلاف تقدم"، وقد ورد فيما نقله المحقق أنه مختلف في صحته فأوهم أن الكلام على الأثر بينما كلام المنذري في شفي بن ماتع وقد تقدم في كتابه (3/ 329) ، وقد ترجم له ابن حجر في الإصابة وذكر الخلاف فيه وترجيح أنه تابعي، كما نسبه ابن =