الخبر المشهور، وهو سؤال جبريل عليه السلام، فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ فقال: شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله، وتؤمن بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرّه من الله تعالى، ثم قال: يا رسول الله، ما شرائع الإسلام؟ فقال: إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحجّ البيت، والاغتسال من الجنابة، وفيه دليل أنّ الإيمان هو الإقرار والتصديق، وأنّ العمل شرائعه.
ثم ذكر الطّحاويّ قولهم في أصحاب الكبائر.
وأما قولهم: (وأهل الكبائر في النار لا يخلّدون إذا ماتوا وهم موحّدون) ، فقد احتجّوا لذلك بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 116] .
قال الشيخ أبو منصور وجميع علماء أهل السنّة والجماعة:
هذه الآية حجّة لنا على الخوارج، فإنّ بعضهم يقولون: إنّ الذنوب كلّها إشراك بالله تعالى: فمن ارتكب ذنبا صغيرا أو كبيرا فإنه يكفر، وبعضهم يقولون: إنّ الكبائر منها شرك دون الصغائر.