آخره.
وأما قولهم: (ونؤمن بالكرام الكاتبين) ، فإنّ الله تعالى جعلهم علينا حافظين، فإنما قالوا ذلك لقوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 10 - 12] ، فهذا نصّ صريح في إثبات الحفظة وكتبة أعمال بني آدم.
وأما قولهم: (ونؤمن بملك الموت الموكّل بقبض أرواح العالمين) ، فإنما قالوا ذلك لثبوته بالكتاب والخبر المتواتر.
أمّا الكتاب؛ فقوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11] ، فقد صرّح تعالى بتوكيله ملك الموت على قبض أرواح الخلق، كمّا صرّح بجعل الملائكة حافظين علينا، فوجب الاعتقاد بحقّيّتهما.
وأمّا الأخبار في كون ملك الموت موكّلا بقبض الأرواح وله أعوان؛ فقد وردت الأخبار متواترة مستفيضة.
وأما قولهم: (ونؤمن بعذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا) ، فإنما قالوا ذلك لأنه دلّ عليه قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] . ومن أنكر عذاب القبر تعلّق بقوله تعالى: {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52] ،