فهرس الكتاب
الصفحة 27 من 143

وأمّا قولهم: (لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته، وكما كان بصفاته أزليا لا يزال عليها أبدا) ، فإنما قالوا ذلك لما أنه تعالى قديم كامل، فيستحيل أن يكون ذاته في القدم والأزل متعرّيا عن شيء من صفات المدح والكمال، لما في ذلك من النّقص، والنّقص في القديم محال، وكذلك قالوا: لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته، لأنه كامل في الأزل غنيّ بنفسه متعال عن الحاجات، فيستحيل أن يحدث له صفة لم تكن، وأن يستفيد بإيجاد العالم اسما أو صفة، لما في ذلك من ثبوت الحاجة، إذ الحاجة نقص، ومن شرط القدم التبرّي عن النقائص، فوجب القول بتعاليه عن ذلك.

[الله خالق ولم يكن مخلوق]

وأما قولهم: (ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداثه البريّة استفاد اسم الباري) .

قال الإمام أبو منصور الماتريديّ: الخالق والباري بمعنى واحد، يقال: برأ، أي خلق، والبريّة الخليقة.

[الله تعالى غير مفتقر إلى إيجاد العالم]

قال أبو حفص الغزنويّ: وإنما كرّر أبو حنيفة وأصحابه ذكر هذه الكلمة تأكيد وتقريرا، والمعنى في ذلك أنه تعالى لم يزلْ خالقا متّصفا بصفة الكمال غير متعرّ عن شيء من صفات الكمال والمدح، إذ التّعرّي عن شيء منها يوجب النقص عن ذلك، والافتقار إلى حصوله بإيجاد العالم، فيتعالى الله عن ذلك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام