فهرس الكتاب
الصفحة 3 من 143

[معنى السنة والجماعة]

قال رضي الله عنه: (هذا ذكر بيان اعتقاد أهل السّنّة والجماعة)

فإنما قال ذلك لقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلّم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108] .

فالسّنّة عبارة عن الطّريق والملّة التي أمر الله تعالى رسوله بالكون عليها، وعلى حقيقتها قامت الحجج الواضحات، وذلك معنى قوله: على بصيرة؛ أي على علم وبيان وحجة قاطعة، وقوله: ومن اتّبعني، أيضا على حجّة وبرهان.

وأمّا قوله: والجماعة، فهم الذين اتّبعوه على ملّته، ودانوا بها، ودعوا سائر الأمم إليها، حتى صار إجماعهم حجّة من حجج الله تعالى موجبة للعلم قطعا.

وأمّا قول فقهاء الملّة رحمهم الله: (نقول في توحيد الله تعالى معتقدين بتوفيق الله تعالى)

فإنما قالوا: بتوفيق الله، لأنّ الوصول إلى توحيد الله يكون بتوفيق الله وهدايته، وهو مذهب أهل السّنّة والجماعة، على ما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69] ، أي: إلى توفيقنا وهدايتنا.

وأمّا قولهم: معتقدين، فإنما قالوا ذلك نفيا للنّفاق، وتحقيقا للإيمان، إذ الإيمان هو التّصديق والاعتقاد، وذلك يكون بالقلب، قال الله تعالى فيمن أقرّ باللّسان دون القلب:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام