بعدي، وقال: أنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبه، فصرّح فقهاء الملّة بكونه خاتما؛ حسما لدعوى المتنبّين والدجالين، ولهذا المعنى قال مشايخنا: إذا ادّعى أحد بعد نبينا محمّد صلى الله عليه وسلم النبوة لا يقال له: ما آيتك على ما تدّعي؟ بل يقابل بالتّكذيب والردّ لقيام الدّلالة القاطعة على أنه لا نبيّ بعده صلى الله عليه وسلّم.
وأما قولهم: (وإمام الأتقياء) ، فإنما قالوا ذلك لأنه بُعث بالتقوى عن الشّرك والمعاصي، وهو أكثر الأنبياء أتباعا بالتّصديق والتقوى، فإمّته الحمّادون، وهو نبيّ الحمّادين، وأمّته المتقون، وهو إمام المتقين، وهو يوم القيامة قائد الغرّ المحجّلين من آثار