فهرس الكتاب
الصفحة 50 من 143

[مدّعي النبوّة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كذّاب]

وأما قولهم: (وكل دعوة نبوّة عبد نبوّته فغي وهوى) .

هذا إثبات منهم أنّ كل من ادّعى النبوّة بعده صلوات الله عليه وسلامه فدعواه كاذبة باطلة، والغّيّ عبارة عن الباطل والضلال، وقولهم: فغيّ، أي: باطل وضلال، وقولهم: وهوى، أي: تلك الدعوى صدرت عن هوى النفس ليست بهدى من الله تعالى، وإنما قالوا ذلك لما سبق بيانه من الأدلّة القاطعة على كون نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم خاتم النبين، ولا نبيّ بعد الخاتم، فمن ادّعى النبوة بعد ذلك فهو يريد تكذيب الله تعالى في خبره بأنّ محمّدا خاتم النبيين، ويتعالى الله عن ذلك.

[الدعوة عامة والإنس والجن مكلّفون]

وأما قولهم: (وهو المبعوث إلى عامة الجنّ وكافّة الورى) .

فهذا إخبار منهم أنّ رسالته عمّت الجن والإنس، وإنما قالوا ذلك لدلالات موجبات للعلم قطعا:

منها قوله تعالى: {النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] . ومنها قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28] ، فتعميم رسالته جميع الناس دليل على تعميمها جميع الجن، إذ الجن كالتبع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام