فهرس الكتاب
الصفحة 67 من 143

[تنزيه الله تعالى عن الحدّ والغاية والأعضاء والأدوات والجهات]

وأما قولهم: (تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات) ، فإنما قالوا ذلك لما سبق بيانه من الحجج القاطعة على تعاليه عن جميع معاني خليقته.

إذ الحدّ وصف المحدود، وهو المحصور. والغاية عبارة عن النهاية. والأركان والأعضاء صفات الأجسام. والأدوات آلات الأجسام. والقديم سبحانه يتعالى عن هذه الأوصاف كلّها، لما هي دلالات على صانع قديم صنعها ودبّرها، فيستحيل أنْ يكون الصانع القديم متّصفا بأوصاف المصنوعية.

وأما قولهم: (لا تحويه الجهات السّتّ كسائر المبتدعات) ، فإنما قالوا ذلك بالنصوص المحكمة.

منها قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] ، نفى عن نفسه مشابهة العالم إياه، ففي التحيّز بجهة من الجهات مشابهة الأجسام والجواهر، وفي التمكّن في مكان مماثلة للجواهر المتمكّنة، وفي وصفه بالجهات قول بالانحصار فيها، وفي كل ذلك إيجاب حدوثه وإزالة قدمه، وذلك كلّه محال في حقّ القديم.

ومنها قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] ، والكفْء

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام