فهرس الكتاب
الصفحة 117 من 143

-ومنها: الدّلالة على أنه ما أوجد العالم لمنافعه، إذ لو لم يوجد إلا الخير لكان ربما يتوهم أنه خلق العالم لمنافعه.

-ومنها: أنه لا يتضرّر بالأشرار والعصاة، لأنّ من علم أنّ مفعوله يضرّه لا يفعله، فكان في خلقه الشر دلالة أنه يتضرّر بالعصاة، ولا ينتفع بالأولياء.

[الاستطاعة]

وأما قولهم: والاستطاعة ضربان، أحدهما: الاستطاعة التي يوجد بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز أن يوصف به المخلوق؛ فهي مع الفعل. وأما الاستطاعة من جهة الوسع والصحة والتمكين وصحّة الآلات؛ فهي قبل الفعل، وبها يتعلّق الخطاب، كما قال الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] .

فإنما قسموا الاستطاعة؛ لأنّ المأمور بالفعل لا بدّله من القدرة على الفعل.

ثم الاستطاعة والقدرة في وصف العبد شيء واحد، فقال: نستطيع ونقدر، بمعنى واحد.

ثم القدرة باطنة وظاهرة؛ فالاستطاعة الباطنة هي التي يوجد بها الفعل، يحدثها الله تعالى مقرونة بالفعل، ففي الفعل تسمّى توفيقا، وفي المعاصي تسمى خذلانا، لا يوصف المخلوق به، فهذه الاستطاعة تكون مع الفعل ليكون العبد مفتقرا إلى توفيق الله تعالى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام