فهرس الكتاب
الصفحة 55 من 143

عنها، حتى فهم؛ وقع له الاعتبار، وهو الوقوف على معاني الأصول والفروع.

وأما قولهم: (وعن مثل قول الكفار انزجر) ، معناه: يجب عليه أن ينزجر عن مثل قول الكفار.

وأما قولهم: (وعَلِم انّ الله تعالى بصفاته ليس كالبشر) ، أي: يجب عليه أن [يعلم أنّ] الله تعالى بصفاته ليس كالبشر، لأنّ الله تعالى قديم بأسمائه وصفاته لم يجز تعرّيه عنها في الأزل، لأنّ في تعرّيه عن شيء من صفات الكمال نقصا، والقديم يتعالى عن ذلك، لأنه واجب الوجود لذاته، فكان أزليّا بصفات المدح والكمال، وقد تمدّح الله تعالى بقوله: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [الحشر: 22] ، فكان وصفه بحدوث شيء من صفات المدح والكمال إشراكا إياه مع غيره في حدوث الصفات، ووصفا له بتعرّيه عن صفات المدح في الأزل، وذلك في حقّ الله تعالى محال.

[رؤية الله تعالى حق تأويل المعتزلة ساقط]

ثم ذكر الطحاويّ رضي الله عنه عقيدتهم في الرؤية أنهم قالوا:

(والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفيّة) ، هذا إثبات بأنّ رؤية الله تعالى حقّ لأهل الجنّة في الجنّة، وقد اعتقدوا ثبوتها وحقيقتها بالكتاب والأحاديث الصحيحة، والعقل الصحيح يثبتها ولا ينفيها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام