فهرس الكتاب
الصفحة 130 من 143

يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: 29] ، قالوا: فمن أغاظه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر، لأن الله تعالى أخبر أنه يغيظ بهم الكفّار، وذلك لأنّ من لم يعتقد حقيّة هذا الدّين يبغضهم لما سبق من عظيم عنايتهم بأمر الدّين، حتى بذلوا مهجتهم في نصرة الدّين وإعزازه، فكان بعض من يبغضهم نتيجة النفاق وخبث الاعتقاد، فتكون عداوتهم عداوة لدين الإسلام، وذلك كفر ونفاق وطغيان، وحبّهم دين وإيمان.

[الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم]

ثم ذكر الطحاويّ عقيدتهم في الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما قولهم: (ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أوّلا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، تفضيلا له، وتقديما على جميع الأمّة) ، فإنما قالوا ذلك لأنّ الصحابة أجمعوا على إمامته، وبايعوه، فإجماعهم كآية من كتاب الله تعالى.

وقد أجمع المهاجرون والأنصار على إمامته، وفيهم أصحاب بيعة الرضوان، فلا يتصوّر إجماع الصحابة على خلافته، وتقديمهم إياه على غير إلا لكونه أفضلهم، حتى قال له عليّ رضي الله عنه: رضيك رسول الله صلى الله عليه وسلّم لديننا، أفلا نرضاك لدنيانا؟ وقال له أيضا: قدّمك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلا نؤخرك، أراد بذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلافه إيّاه على الصّلاة في مرض موته، وليس شيء أهمّ من أمور الدين، ولا ركن بعد التوحيد، أعظم من الصلاة، فكان استخلافه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام