قال سيف الحق في أصوله: ثم القدر على وجهين، أحدهما:
الحدّ الذي يخرج عليه كلّ شيء على ما جعله عليه؛ من خير أو شرّ، من حسن أو قبيح، من حكمة أو سفه، وهو تفسير الحكمة؛ أنْ يجعل كل شيء على ما هو عليه، ويقدّر كلّ شيء على ما يليق به، فمتى أوجده على ما تقتضي الحكمة وجوده عليه كان حكيما.
ولهذا قال أهل الحقّ: خلق فعل الكفر ليس بسفه، وإنما يكون سفيها من يقصد تحصيل السّفه حكمة، وتحصيل القبيح حسنا، فأمّا إيجاد ما هو حسن حسنا، وما هو قبيح قبيحا يكون حكمة لا سفها، كالإخبار بالشّيء على ما هو به يكون صدقا.
والوجه الثاني \: القدر هو بيان ما يقع عليه كلّ شيء من زمان ومكان، وما له من الثواب والعقاب، هذا هو تفسير لفظ القدر، وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
والحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: القدر خيره وشره من الله تعالى، وحديث سعد بن أبي وقّاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أربع من كنّ